إبراهيم:ظننتُ بأنِّي وحديَ المتألِّمُ

Monday 07-Apr-2025, 6:27PM / 95

ظننتُ بأنِّي وحديَ المتألِّمُ
فإذا ابنُ رُومي مثلُ حُزني يُترجِمُ

فهمتُ دموعَ المصطفى في إبراهيمَ
وقد كنتُ أجهلُ ما تُخفيه أدمُعُهُ العَظِمُ

أُخبِّئُ وجدي عن جَميعِ مُحيطي
وفي الليلِ لا يعلمُ الحزنَ إلا الرّحيمُ

دفنتُ صغيري في ثرى القلبِ باكياً،
كأني سقيتُ التربَ دمعاً مُهيمُ

ألا ما للموتِ الذي لا يُجاملُ،
يصيبُ خيارَ القلبِ حينَ يُجَرْجِمُ

اختارَ فؤادي، لا بغيرِ تدبُّرٍ،
كأنَّ به وَسْطَ القلوبِ يُهَيِّمُ

أيا ربُّ، عبدُك ليس يرضى فِقْدَهُ،
ولكنَّ ما شئتَ يا ربي مُحكَّمُ

رضيتُ بقضائكَ وإن كانَ موجعاً،
فما أنا إلا عبدُ أمرِكَ مُسلِمُ

لقد كانَ ريحانَ الفؤادِ ونُورَه،
فكيفَ أعيشُ الدهرَ والقلبُ مُظلِمُ؟

كأنّي ما ضمَّيتُهُ في ملاعبٍ،
ولا ذقتُ من وجناتِه ما يُنَعِّمُ

كأنّي ما قبَّلتُهُ في سُرورِهِ،
ولا طفتُ في حِضنِ الصِّغارِ وأَنعِمُ

وهل يُنسِبُ الإنسانُ شيئاً لِغيرِهِ؟
وقد صارَ قلبي بعدهُ يتألَّمُ

وما سلوانُ قلبٍ عن فلذةِ كَبِدٍ،
وما غابَ عن عينيّ طيفٌ يُسلِّمُ

أيا ربَّ، إنْ تُرسلْ إلى الموتِ وَفْدَهم،
فاجعلني فيهم، فالشَّقاءُ مُقيمُ

سلامٌ عليك، ابراهيم، سرمدا دائما،
لقائك يرجى في دار النعيم